نصائحنا للوقاية من الزكام والإنفلونزا:
- النظافة الصحية: قد يحثّنا البرد إلى استقلال وسائل النقل العامة، أو تناول الطعام في أماكن مزدحمة أو عالية التدفئة. ولكن تقلّص الحيّز الشخصي يسهّل انتقال الفيروسات عن طريق اليدين أو قطرات اللعاب التي تبقى معلقة في الجو. وفي هذه الفترة المعدية من السنة، لا بدّ من المحافظة على نظافة صحية صارمة. ونظراً لأن اللمس هو الناقل الرئيسي للفيروس، يجب غسل اليدين بشكل متكرر وبطريقة الجراحين (راحتا اليد، ثم الأظافر، إلخ). وإذا تعذّر إيجاد مغسلة، يمكن استخدام معقّم اليدين. وبالإضافة إلى ذلك، لا بد من الحد من اللمس (التقبيل، المصافحة)، وتجنب العطس بالقرب من أحد. ففي الواقع، تدخل الفيروسات إلى الجسم عن طريق مجاري الهواء العلوية (الفم والأنف). ويتنقل رذاذ اللعاب بسرعة تصل إلى 200 كم/س، وبالتالي يكون الاحتمال كبير بأن يصل الفيروس إلى هدفه. وأخيراً، لا تتشاركوا الأكواب أو الملاعق أو المحارم مع أحد. وإلى جانب النظافة الصحية، ينصح الأشخاص المعرضون للمرض أكثر من غيرهم بأخذ لقاح الانفلونزا ولقاح المكورات الرئوية.
- تعقيم الهواء في الداخل، حيث أظهرت الدراسات أن الهواء في الداخل يكون أكثر تلوثاً من الهواء في الخارج وبخاصة في المدن. وحتى في درجات الحرارة القريبة من الصفر، قوموا بتهوئة المنازل أو الأماكن المغلقة لمدة 10 دقاق على الأقل لتجديد الهواء في مكان الجلوس. ومن المهم جداً عدم المبالغة في تدفئة الغرفة في فصل الشتاء. فالإجهاد الحراري (بسبب الانتقال من الدفء إلى البرد) المصحوب بإجهاد هيدرومتري (الانتقال من الجو الجاف إلى الجو الرطب) يزيد حساسية الغشاء المخاطي إزاء عناصر العدوى. ويمكن الوقاية من العدوى بغسل الأنف، حيث يوصي بعض الأطباء بغسل الأنف ولا سيما في المساء بواسطة مصل فيزيولوجي أو محلول العناصر الزهيدة (oligorhine)، ويحتوي على الزنك فيساعد بالتالي على تقوية الأغشية وترميم الشريط الواقي. ويمكن أيضاً تقوية الشريط الدهني الذي يحمي الغشاء المخاطي من خلال غسل الأنف بالكبريت صباحاً ومساء.
- الأطعمة المحاربة للعدوى. صحيح أن شهيتنا تزيد في الطقس البارد، ولكن لا يُنصح بتناول الطعام عشوائياً. فمَن منّا لم يبدأ بتناول الأطباق الدسمة بحجّة برودة الطقس وأهمية تخزين الطاقة؟ ولكن ما لم نكن في رحلة مشي على الثلج لمدة ثلاثة أيام، ما من سبب يدفعنا لزيادة تناولنا للأطعمة العالية السعرات (أو العالية الدهون!) في الشتاء مقارنة بالصيف. في فصل الشتاء، يحتاج الجسم إلى الفيتامينات التي نجدها في الغالب في الأطعمة النيّئة. حان الوقت إذاً للتموّن بالأطعمة "المضادة للعدوى":
• للحصول على الفيتامين C: الكرز الهندي، والكيوي، والحمضيات، والليتشي، والملفوف، والبقدونس، والفلفل...
• للحصول على الفيتامين A: الجزر المبشور، القصبة، الطماطم، السبانخ، البروكولي...
• للحصول على الزنك الواقي من العدوى: المحار، العدس، الخضروات الخضراء، الفاصولياء البيضاء...
- أعشاب تعزّز المناعة. يُعرف عن القنفذية أنها نبتة تعزّز عمل الجهاز المناعي. منشأ هذه النبتة في أميركا الشمالية ولكنها تُزرع في أوروبا، كما يمكن زرعها في حديقة المنزل. استخدمها بعض قبائل الهنود لمكافحة العدوى بعد الإصابة بجروح في خلال الصيد. تحتوي نبتة القفنفذية على مادتي الـ echinacoside والـ echinaceine، وبالتالي فهي تقوّي آلية الدفاع الطبيعية في الجسم وتساعد على مقاومة الإجهاد الشتوي. تحتوي هذه النبتة على منبهات عالية ويمكن أخذها على شكل حبوب، ولكن لا يوصى بها للمرضى الذين يعانون أمراض المناعة الذاتية لأن الجسم في هذه الحالة ينتج أصلاً كميات كبيرة من الأجسام المضادة المقاومة له. يُنصح بتناول هذه النبتة ابتداءً من منتصف شهر أكتوبر وطيلة فصل الشتاء للوقاية من الزكام العابر أو علاجه. وفضلاً عن هذا، قد يكون من المفيد تناول بعض الأعشاب المدرّة للبول والمليّنة للمعدة للوقاية من آلام فصل الشتاء. فالعناية بالأمعاء مهمة للغاية، كونها تساهم في آليات الدفاع التي ينظّمها الجهاز المناعي. فيمكن مثلاً تناول فنجانين أو ثلاثة من السوائل المليّنة بنكهة إكليل الجبل (الشاي...). هل كنتم تعلمون؟ إن أفضل شراب لتطهير الجسم وتنشيط المناعة يحتوي على نسغ البتولا ونبات البلسان. ويمكن تناول هذه المكونات أيضاً في السوائل أو على شكل حبوب في بداية الزكام.
- المعالجة المثلية للوقاية في الشتاء. بهدف الوقاية من الفيروسات المضادة للأنفلونزا واللقاحات بالحقن وتُعاد كل عام للتكيف مع تحوّر الفيروس سنوياً. ويمكن للعلاج المثلي أن يرافق هذه اللقاحات وهو يزيد مقاومة الجسم للإجهاد الفيروسي الشتوي.
- النشاط البدني لمحاربة عدوى الشتاء. من الصعب طبعاً مقاومة البقاء في دفء سريرنا والخروج في البرد القارس، ولاسيما أن إظلام الجو وانخفاض درجات الحرارة امتحان قاسٍ لأجسامنا. ولكن ممارسة التمارين الرياضية المعتدلة (المشي لثلاثين دقيقة في اليوم، صعود الدرج، السباحة...) تساعدنا على التخلص من السموم من خلال تحفيز الدورة الدموية، فضلاً عن أنها تقوي العظام. غير أن سوء إدارة الإجهاد (الشواغل المهنية، الحياة الأسرية...) ينهك الجسم ويجزعه ويحبط آلياته الدفاعية. ويمكن أن نمارس بانتظام نشاطاً يساعد على الراحة مثل اليوغا، فهذه الأنشطة تخلّصنا من الجهد وتساعدنا على النوم بشكل أفصل، وبالتالي على مقاومة العدوى الشتوية بشكل أكبر.
مَن هم الأشخاص الأكثر عرضة للمرض؟
يعتبر الأطفال الذين يعانون الربو أو القصبات الهوائية الحساسة أكثر عرضة من غيرهم، ويليهم الأشخاص الذين يواجهون مشاكل رئوية ويُصابون بالعدوى بشكل متكرر، مثل المرضى الذين يتلقون علاجاً كيميائياً، ومن ثمّ الأشخاص المتقدمون في السن الذين يعانون مناعة ضعيفة بسبب نقص العناصر الزهيدة لديهم، وهي معادن ضرورية لحسن عمل الأعضاء ولا سيما الجهاز المناعي. وتتطلب هذه الفئات من الأشخاص عناية أكبر، وتنبهاً لظروفهم، وعلاجات وقائية.
كذلك يجب التنبه إلى عدم اصطحاب الأطفال المصابين بالأنفلونزا أو الزكام لزيارة الجدّين، لأن الأخيرين ليسا معتادين على مجاورة الفيروسات المعدية التي تصيب الأطفال خصوصاً.
ما هي التدابير الاحترازية للمرأة الحامل؟
تشير الدراسات الحالية إلى أن نسبة تعرض المرأة الحامل للعدوى تنخفض إذا ما التزمت بالاكتشافات الحديثة. وفي حالة المرض، سيكون صعباً عليها بأي حال تناول الأدوية نظراً لحملها، ولا سيما الشراب المسكن (للسعال). ومن هنا، تبرز الحاجة إلى اتباع مقاربة طبيعية، أي العلاج بالأعشاب، باستثناء واحد: تفادي الزيوت المركّزة.
وحتى في هذه الحالة، يمكن أن تحمل الأعشاب ضرراً للمرأة الحامل. ومن جملة المخاطر، ثمة مخاطر نوعية مرتبطة بارتفاع نسبة المواد المسمة في العشبة، مثلاً عندما تكون النبتة مرشوشة بمضادات الآفات أو المعادن الثقيلة (في محيط منشآت حرق النفايات).
هل يمكن مداواة الذات بالأعشاب؟
يسود اعتقاد بيننا بأن الأعشاب غير مضرة. ولكن ما لم نقطفها بيدينا، علينا التوجه إلى خبير أعشاب أو صيدلاني. ولكن في مطلق الأحوال، تبقى مختبرات الأدوية التي تبدي اهتماماً حقيقياً بالأعشاب قليلة، ولا يمكن التعويل عليها للتوصل إلى اكتشافات جديدة وناجعة.
وفي حال قررنا أن نقوم بأنفسنا بزرع الأعشاب في الطبيعة، يتحتّم علينا أولاً دراستها. وفي حالة الشك في تحديد النبتة، لا بد من استشارة الصيدلاني، ولا سيما في تحديد فصائل الفطر، وإلا نمتنع عن استخدامها. وثمة نبتتان تتشابهان للغاية إلا من حيث المفعول، وهما: الخربق الأبيض وحشيشة الملاك. فالأولى تقتل، والثانية تشفي!
وأخيراً، يجب أن نختار بعناية المنطقة التي نقطف منها النبات، والتنبه إلى احتمال تلوثها بالسموم أو المخلفات الزراعية (على أطراف الحقول) أو الحيوانية (في عمق الغابة).
0 commentaires:
Enregistrer un commentaire